مقالة اليوم مستفزة و ستضايق الكثير جدا من القراء اﻷفاضل….
ما هو مقياسك عن التربية الناجحة؟ او ما هو وصفك للطفل “المتربى جيدا”؟
هل يتبادر لذهنك الطفل الهادئى الصامت عند الزيارات؟
هل تفكر فى البيت المنسق و الفازات الصينى متنوعة اﻷحجام و اﻷشكال التى لم تتحرك من مكانها ﻷن اﻷطفال مهذبون يخافون من تحريكها؟
اذا كانت هذه هى فكرتك فمرحبا بك فى عالم التربية على طريقة الصالون المدهب…
أنا ﻻ اسخر منك بالطبع اذا كنت من متبعى هذا المذهب….وﻻ أقول انى افضل منك أو أنجح كأم بالطبع…
لكن اسمعى وجهة نظرى الى النهاية…
بما أننى وصلت الى ارض الوطن فقد صدم من قابلونى انا و اطفالى من انهم ليسوا “مهذبين” بالمعنى المذكور اعلاه…
ﻻ يجلسون مكانهم و ﻻ يتركون مكانا ﻻ يستكشفوه…
عندما يضعون شيئا ما فى رأسهم ﻻ يتوقفون حتى يحققوه…مما يعنى انهم اذا ارادوا ان يتسلقوا منضدة السفرة فسيفعلون ان عاجلا او آجلا…
طبعا كل هذا ﻻ ينطبق عليه بالمرة نظام الفازات و التحف…وتحت اى بند معهود يبدو اطفالى مش متربين بالمرة و ابدو كأم فاشلة ﻷنى اتركهم بهذا الشكل…
” طب عاملة بلوج عن اﻷمومة ليه؟”
وجهة نظرى ببساطة سأختصرها فى جملة من كتاب المربية الخارقة suppernanny صاحبة البرنامج الشهير
“فكرتى عن الطفل المربى جيدا ﻻ تعنى طفلا ﻻمعا و بيتا منظما جدا بل عندما ادخل بيتا منظما بعناية يعنى هذا بالنسبة ان اوﻻويات اصاحبه ليست فى مكانها الصحيح…اﻷهم من رأى الزوار الغير دائيمين للبيت…الحالة النفسية لسكان البيت الدائمين و خصوصا اﻷطفال…الطفل المربى جيدا من وجهة نظرى هو طفل مغطى بالطين و يعلو وجهه ابتسامة كبيرة…طفل يقضى يومه فى تدريب حواسه ومهاراته…وتنمية معرفته باستكشاف شىء جديد كل يوم…ﻻ يقصد بهذا ان يكون المنزل اية فى اﻻهمال و القذارة..لكن يعنى ان يكون بيتا جهز واﻷطفال فى مقدمة التخطيط له”
هذه هى فلسفتى بالضبط…فكروا فى كل اﻷطفال الذين نشأتم وهم ” متربين” على هذا الشكل واين وصلوا فى حياتهم ككبار؟…
وجهة نظرى اننا نعيش فى عالم غير مستقر…انتهى عهد الطالب النجيب الذى يسعى لوظيفة جيدة ليعيش هانئا باقى حياته…بل يجب ان يكون دوما فى حالة تتطور مستمر وسعى دائم للبحث عن ظروف انسب…مما يعنى جرأة…وقدرة على التجربة والتعامل مع الكثير من المتغيرات و التحديات…شخص اعتاد اﻻ ينفذ اوامر ﻷنها قادمة من اﻷكبر منه…فمن قالى ان كل ما يقوله الكبار صحيح دوما؟ أو انهم محل ثقة ويجب تنفيذ اوامرهم؟
الطفل الذى يخشى اليوم تحريك الفازة الصينى من مكانها….هو نفسه الذى سيقبع فى البيت ينتظر ان يقوم احد الكبار بايجاد وظيفة ما له…وينتظر ان تحدث معجزة ما لتحل مشاكله ﻷنه ﻻيعرف كيف يغامر و كيف ينتقل من حارة لحارة اخرى فى حياته…
هل فهمتم قصدى؟…
امومتي 